روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | عصابات أفرادها فتيات!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > عصابات أفرادها فتيات!


  عصابات أفرادها فتيات!
     عدد مرات المشاهدة: 2544        عدد مرات الإرسال: 0

هذه معركة لم أر في حياتي مثيلاً لها لقد رأيت عصابات المراهقات يبصقن ويشتمن، لقد كنّ عدوانيات حقًّا، لكنها لم تتعدَ بعض اللكمات بالأيدي بين 5 أو 6 من الفتيات، هذا ما قالته إحدى الشرطيات في فرنسا، بحسب ما نقلته صحيفة تايمز، ويصفّ أحد أفراد الشرطة ما رآه عندما أستدعي لفك نزاع بين عصابتين من الفتيات قائلاً: لقد كان قتالهنّ يفوق قتال أشرس الذكور، فقد كُن يحملن أسلحة بيضاء، ومفكات البراغي، وعِصي وغازًا مسيلاً للدموع، لقد كان الأمر مخيفًا للغاية، وإذا لم نتدخل بسرعة ربما انتهى بشلال من الدماء.

إن الفتاة التي تنتمي لمثل هذه العصابات تخرج من منزلها حاملة الجوال الذي شدَّت سماعتيه على الأذنين، وبين الشفاه تتدلى السيجارة التي قد لا ترتشف من دخانها شيئا، ولو فتشت حقيبتها ستجد أنها قد خبأت سلاحا فيها وربما يكون هذا السلاح سكيناً أو غازاً مخدراً، يوحي مظهر الفتاة بالكثير من الريبة، وقد أصبحت هذه الظاهرة تهدد حياة الكثير من الأبرياء.

غرقت فرنسا في جدلٍ واسعِ النطاق حول هذه الظاهرة الخطيرة التي تفاقمت مؤخرًا، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود إرتفاع في ظاهرة العنف بين المراهقات يقدر بـ14%.

إن العنف الأنثوي، وتشكيل عصابات خاصة بالفتيات ظاهرة لا تقتصر على قاع المدن بل إنها أخذت صدى أوسع، فهل يمكن أن يصل هذا الوباء لبلاد المسلمين؟ وكيف يمكن التصدي له؟

يقول أحد الأخوه من مصر: للأسف هذه الظاهرة بدأت تظهر في بلاد المسلمين، ولا بد من أن يلتفت كل منا إلى بيته فيصلحه، وإلى أولاده فيحسن تربيتهم، وإلا عم البلاء، وتحول الأمر إلى وباء.

ويضيف أبو أسامة: هذه ضريبة مشاهدة الأفلام إنتهى التطبيق النظري والآن جاء دور التطبيق العملي لها، وهم الذين سيدفعون الثمن بعد ما سموه تسليه، اللهم أحفظ بلاد المسلمين.

أبو خماس من الإمارات يضيف: عندما تأخذ نظرة على بعض قنوات الأطفال فقرة البنات ستجدها كلها تصور لك فتيات مقاتلات نسأل الله السلامة.

وتشارك جانا بقولها: هيَ ظاهِرة بدأت في الإنتشار في مُجتمعنا العَربي وإن كَانت أخف درجة مما هُو عليه في فرنسا، لكنها نتيجة مُتوقعة للأفلام والأَغاني الهابطة، يدفع ثمنها أجيالاً شابة، المجتمع والأمة في حاجة لهُم.

يقول أحد الأخوه من الصومال: لماذا نستغرب، ففي توقعاتي سنشاهد مثل هذه السلوكيات في بلاد المسلمين في غضون العشر سنوات القادمة عندما يتصدر جيل الـ ACTION فهؤلاء من مخرجات مثل هذه القنوات.

وتقول غروب: الفراغ، وقلة الوعي، وسهوله الحصول على السلاح، هو سبب إنتشار هذه الظاهرة في بلاد الغرب.

وتضيف الأخت وردة: سبب لجوء الفتاة في الغرب لذلك حتى تحمي نفسها عندما يتعرض لها أحد، وبصراحة سمعت في بعض الدول العربية عن وجود عصابات نسائية للسرقة.

وتقول ل.د والجوهرة: أن هذه الظاهرة تنتشر في الغرب لأن الفتاة هناك لا تجد من يهتم بها، فلا بد لها من حماية نفسها، وإن شاء الله بلاد المسلمين لن تصل لهذه الدرجة عندما تتمسك بكتاب الله وسنه الرسول.

وتضيف ر.ف: لا بد لبلاد المسلمين من الرجوع إلى الله، وتعلم العلم النافع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتفادي حصول ذلك.

أما تساؤلاتنا حول هذا الموضوع، فقد تفضل الأستاذ أحمد بن محمد الشرقاوي مشكورا بالإجابة عليها وهي:

[] غرقت الدول الغريبة في جدل واسع النطاق حول هذه الظاهرة عصابات البنات التي تفاقمت مؤخرا، وهي في تزايد مستمر فما سبب هذه الظاهرة؟

•= هذه الظاهرة التي انتشرت في مدن الغرب ظاهرة عصابات الفتيات، اللاتي تمرَّدن على مجتمعاتهن، وأعلنَّ الثورة على فطرتهنَّ، كان لها عده أسباب هي:

- ترجلٌ وتخنث: فقد ترجَّلت المرأة وتخنَّث الرجل، فصار الأمر انقلابٌ تامٌّ على القيمِ الإنسانيةِ الراسخةِ، وإنفراطٌ لمنظومةِ الأخلاقِ، فتشبُّهُ النساء بالرجالِ أمرٌ تأباهُ الفطرةُ السويَّة وتنكره النفوسُ الأبيةُ، وكذلك تشبُّه الرجلِ بالمرأةِ، فكلاهما إنحرافٌ عن الفطرةِ وإنحطاطٌ عن الرٌّتبة الإنسانية، ولم يكن غريبا إنتشار هذه الظاهرة في بلاد الغرب عندما صارت المرأة شيطانا مريدا، ووحشا كاسرا، وصخرةً قاسيةً، تناضل وتقاتل من أجل الفجور.

- ظلمُ النساء: حين تجد الفتاة نفسها مهضومة الحقوق، فالأم أهملت وإنشغلت بنفسها، والأب تخلى عن مسئوليته، والأخ منغمس في إرواء شهواته، ستنحرف الفتاة عن هدفها وتتمرد على فطرتها وتثور على أنوثتها، وتتخلى عن رسالتها، وستسعى للفت أنظار هذا المجتمع الذي أهملها وتخلى عن مسئولياته نحوها، فالإهمال والحرمان العاطفي من أهم أسباب الإنحراف.

- التفكك الأسري: معظم الأسر الغربية لا تعرف الهدوء والإستقرار ولا عجب في ذلك فلقد بنيت على شفا جرف هار، وأحيطت بسياج من الفتن والأخطار، فلا سكينة، ولا طمأنينة، ولا مودة، ولا عفة، فصارت البيوت ميدانا للقتال وساحات للمعارك بين الأزواج، وبسبب الجحيم المسعَّرة والمعارك المتواصلة بين قطبي الأسرة الزوج والزوجة، لا يجد الأولاد إلا الهروب فيهيمون على وجوههم ويتيهون في البلاد.

- الطفولة الضائعة: إذا كانت الشيخوخة في الغرب ضائعة، فإن الطفولة أيضاً ضائعة بين أبوين منفصلين قد تخلى كل منهما عن رعاية أبنائه لتتولى الشوارع أو الملاجئ مسئولية التربية.

[] هل الفتاة في بلاد الغرب مجبرة على سلوك هذا الطريق؟

المرأةُ في بلادِ الغربِ مظلومةٌ مهضومةٌ، فكثيرٌ من حقوقِها مضيعةٌ، حقها كبنت وحقها كزوجة، وحقها كأم، ظلمٌ بينٌ لا يمكن التغاضي عنه، وكرامةٌ ضائعةٌ، وطاقاتٌ معطلةٌ، وأنوثةٌ مهدرَةٌ، تشقى وهي في بيت أبيها وأمها، كما تشقى في بيت زوجها، حاضرٌ نكدٌ، ومستقبلٌ مُرْعِبٌ، وماضٍ مؤلمٍ.

ففي غياب حقوقها وضياع رسالتها ستسعى للتعبير عن سخطها على المجتمع الذي أهمل دورها وضيع رسالتها في هذا الوجود، ولا عجب فهذا هو الغرب وتلك حضارته الزائفة.

[] كيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة حتى لاتصل لبلاد المسلمين؟

إن السعي إلى تحقيق الصلاح أمر مرغوب، فلابد من عدم تجاهل طبيعة المرأة والغفلة عن وظيفتها، وقد أوصى نبينا صلي الله عليه وسلم بالمرأة خيرَ وصيةٍ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ» فلابد من مراعاة طبيعة المرأة كأنثى، ومراعاة مشاعرها كإنسانة، وأشعارها بقيمتها ومكانتها في المجتمع. حتى يمكننا أن نضع أيدينا على أصل الداء وبؤرة الوباء الذي أصاب الفتيات في بلاد الغرب، وهو إهمال المرأة، والإفراط أو التفريط في تربيتها بين تدليلٍ مفرطٍ، أو قسوةٍ وجفاءٍ، مع إطلاق العنان باسم الحرية.

الكاتب: بدرية العسكر.

المصدر: موقع رسالة المرأة.